دوري المحترفين ( اثارة تشويق .....

تعود الحياة من جديد مساء اليوم إلى الملاعب السعودية، عندما يطلق أسياد الملاعب صافرتهم في ستة ملاعب تستضيف ست مباريات في الجولة الأولى من الدوري السعودي الممتاز.

بين عام 1975 حين انطلقت الفكرة الأولى للدوري السعودي، وعام 2008 الذي سيشهد انطلاق النسخة ال32، مرّ الدوري السعودي بكثير من المراحل والمحطات المهمة في تاريخه، بدءاً من الدوري التصنيفي ثم الدوري الممتاز، وتجربة الدوري المشترك على مجموعتين، ثم تغيير المسمى إلى دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، إلى أن عاد إلى نظامه القديم المعمول به وهو نظام النقاط.

كثر الحديث عن أحقية الدوري السعودي بلقب أقوى دوري عربي، ومع كل التشكيك الذي يحوم حول هذه التسمية، إلا أن المعطيات تدحض هذه التهم، وترد على كل من سلب هذه الأفضلية من الدوري السعودي.

في كل مرة يثبت الدوري السعودي أنه دوري من نوع آخر، وهو من بين سبع دوريات قارية نالت شهادة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لأنها تطبق كثيراً من معايير الاحترافية التي وضعها الاتحاد القاري العتيد.

التصنيف القاري الذي حظي به الدوري السعودي ردّ على أولئك الذين فضلوا في يوم من الأيام بعض الدوريات العربية عليه.

ومع هذه الشهادة فإن المسابقة السعودية نجحت في تقديم نفسها كواحدة من أفضل المسابقات جذباً لرؤوس الأموال، والدليل على ذلك التنافس المحموم بين القنوات الفضائية التلفزيونية، وسيكون العام المقبل خصوصاً عند انتهاء عقد الشركة الراعية للمسابقات التلفزيونية عاماً مفصلياً في تاريخ كرة القدم السعودية، فالحديث بصوت مرتفع أو هامس عن المبلغ الذي سيدفع لاتحاد كرة القدم وصل إلى أرقام فلكية، وليس غريباً أن يصل إلى بليون ريال لمدة خمس سنوات، بدأت التحالفات بين القنوات التلفزيونية وأخذ كل يجهز ملف النقل التلفزيوني، وعندما ينبلج صباح الموسم المقبل ستتضح الرؤية بشكل كامل عن المبالغ المدفوعة والتسهيلات المقدمة من الشركات. يأتي موسم جديد ومعه تكثر الترشيحات، وللمرة الأولى تظهر أندية الدوري الممتاز عزيمة على التحضيرات الباكرة، فكانت أوروبا مسرحاً لبطل الدوري واحتضنت دول عربية معسكرات فرق أخرى، واكتفى البعض الآخر بالبقاء داخلياً. ترتفع نبرة التحدي بين المدربين وتزداد ساحة التنافس بين اللاعبين المحليين ونظرائهم الأجانب، ويبقى المشاهد السعودي الفائز في هذا الاحتدام الكروي.

تتفاوت حظوظ الفرق ال12، فمنهم من يخطط لخطف اللقب وآخرون يسعون للبقاء في دائرة الأربعة الكبار للمشاركة في دوري أبطال آسيا للمحترفين، وفئة قليلة تسعى إلى البقاء في الدوري والابتعاد عن مغادرة دوري الأضواء.

تغير المسمى وأصبح دوري المحترفين، واستبدلت الأندية شعاراتها، ومع كل هذه التجديدات ستبقى إثارة الدوري السعودي متجددة.
‏